أين وجد الشعب الکوردي نفسە في التحالف الإبراهيمي? مقدمة: قد يتساءل بعض القراء في البداية عن ماهية علاقة الکورد بهذه القضية، أو کيف يمکن أن تلعب کوردستان دور٠مًا في هذه الاتفاقية ، أو کيف يمکن أن تنخرط فيها أو يمکن القول أن أعضاء التحالف لا يهتمون بالشعب الکوردي بسبب عدم وجود دولة. مع هذا النوع من التفکير، غالب٠مًا ما يم تجاهل کوردستان مثلما يتم في العديد من الأحداث التاريخية. تظهر أمثلة على هذه الاتفاقيات وتتجدد کل 100 عام تحت أسماء مختلفة. تعريف موجز لاتفاقية إبراهيم: ناقش الخبراء الاستشاريون الأمريکيون والإسرائيليون منذ سنوات لإيجاد حل جذري للمصالحة بين ديانات أحفاد إبراهيم ، والتي هي مصدر الصراع والحرب بين عدة دول ومنها دول الشرق الأوسط. يجب أن ينظر لإسرائيل والدول العربية والإسلامية من أجل إيجاد حل سلمي. منذ بداية عام 2020 ، ذابت العديد من التوترات العربية الإسرائيلية بشکل واضح ، الأردن ومصر تربطهما علاقات رسمية مع إسرائيل منذ سنوات طويلة، واستمرت العديد من الدول العربية والإسلامية الأخرى في إقامة علاقات غير مباشرة وغير معلنة مع إسرائيل. لکن مع بدء عملية الإفصاح في 3 آب / أغسطس 2020 ، بوساطة الرئيس الأمريکي السابق دونالد ترامب ، حيث تم الإعلان عن هذا الحدث المهم ، من خلال الاتفاق التاريخي بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة ، أمام وسائل اعلام عربية وإسرائيلية و دولية. منذ ذلک الحين ، انضمت عدة دول أخرى إلى الحلف ، والعدد في ازدياد مستمر. لماذا أطلقوا عليه اسم إبراهيم? من أجل عدم فرض أي من الأديان الثلاثة على أنها المالک الرئيس للائتلاف ، أطلقوا عليه اسم إبراهيم ، ک أب الأديان الثلاثة في المنطقة ، الديانة الإسلامية واليهودية والمسيحية . أي مستقبل يمکن أن يکون للأکراد في هذه العملية? بعض من الکورد لدیهم اهتماما٠مً عميقا٠مً بالقضية الفلسطينية من خلال المشاعر الدينية والأفکار اليسارية ، ولا أعني هنا أي نوع من الإهانة للشعب الفلسطيني. أتمنى له الحرية والسلام کما اتمناه لکل شعوب العالم. لکنني لم أرى قط أي أمة تنتهک مصالحها کالشعب الکوردي . أنا لا أعتبر المشکلة الفلسطينية الإسرائيلية مشکلة دينية ، إنها مشکلة سياسية وجغرافية فقط. لهذا السبب يجب أن تتحول المشکلة الفلسطينية عمدا إلى مشکلة إسلامية ويهودية ، هکذا يشتغل عليها في الخفاء وخاصة الجماعات الفلسطينية المقربة من إيران وحزب الله اللبناني. يبحث معظم الفلسطينيين عن مصالحهم بعد قرابة 80 عام٠مًا من الحرب ، لم يصلوا لأي حلول مرضية . لکن من خلال السلام ، سوف يرون الکثير من التقدم الاقتصادي والسياسي والسلمي. عندما تم الإعلان عن تحالف إبراهيم، أعربت إيران وعدة دول أخرى عن اعتراضها الشديد عليه . کانت ترکيا واحدة من تلک الدول، لکنها بعد عام ونصف ، قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل لصالح بلادها ، والانتعاش الاقتصادي ، وحلف شمال الأطلسي، والجيش، والسياحة، وما إلى ذلک ، واستؤنفت الزيارات ببن رؤساء وزارات الخارجية. فلماذا لا يفکر الأکراد کأمة في مصالحهم الخاصة? صحيح أن أمتنا ليست لديها دولة مستقلة للدخول في هذه العملية کدولة. من الواضح أن سلطات اقلیم کوردستان،(جنوب ) وغرب کوردستان محاصرة من قبل ما تسمى بالدول المعادية لإسرائيل، لکنها عمليا جميعها کدول محتلە لکوردستان یتعاملون مع إسرائيل بشکل علني وسري . في 13 مارس / آذار، قُصفت مدینة أربيل من قبل ايران ودمرت منزل رجل الاعمال الکوردي، بُزعم أن الإسرائيليين موجودين فيه . وبعد کل التحقيقات التي أجرتها لجان مجلس النواب والحکومة العراقية اتضح أن هذا غير صحيح. لم يرغب الإيرانيون او لا قدرة لهم على القيام بعمل عسکري ضد إسرائيل. فهذه العداوة هي مجرد تبجحات اعلامية . ومع ذلک ، في رأيي ، لا ينبغي على الشعب الکردي دائم٠مًا إقامة علاقات مع الدول القوية والتحالفات الدولية بدافع الخوف بل يجب أن تکون عن رغبة في تحقيق المصلحة العليا للشعب الکوردي. حتى لو لم يتم ذلک في المجالات الرسمية. کما يجب أن تعزيز وترسيخ هذه العلاقة من خلال المنظمات المدنية والثقافية وملايين الکورد في الشتات في الخارج. حتى في مجال الدين! المشارکة ليست خطيئة ولا جريمة ، ومضمون الاتفاق يعني السلام بين الأديان، وخاصة الإسلام واليهودية والمسيحية. دين غالبية الشعب الکوردي هو الإسلام ، وهناک أيضا عدد لا بأس به من أتباع الديانتين الأخريين في کوردستان. أو من بين 52 دولة إسلامية ، هناک 41 دولة لها علاقات تجارية وسياسية رسمية وغير رسمية مع إسرائيل ، شراء الأسلحة وبيع النفط . لکنهم يتحدثون أيض٠مًا ضد إسرائيل من منابر مساجدهم أيام الجمعة.   کيف يمکن أن ترحب دول التحالف الإبراهيمي بمشارکة الشعب الکوردي? کيف يتم إقناع هذه دول التحالف بضرورية قبول حقيقة أن الشعب الکوردي و الکوردستان، من أهم الشعوب على حدود الشرق الأوسط. لذلک ، لذلک فقد تعرضوا لأکثر المظالم في التاريخ . يجب على هذه الدول أيض٠مًا أن تفهم الواقع الحالي للشعب الکوردستاني والمجتمع الکوردي ، والذي هو أزمة ، لا ينبغي حرمان کوردستان بشکل غير مباشر من هذه التحالفات والاتفاقيات. بسبب التهجير والنفي توجد الجالیة الکوردستانیة فی عدد من بلدان العالم . يجب استخدام المسارات الفکرية و الثقافیة الکوردستانية فی المنفی، للمشارکة في التحالفات الدولیة. وجعل شعبنا يفهم أن ااسلطات المحتلة ل کوردستان، قدمت إسرائيل دائم٠مًا على أنها دولة خطيرة ومعادية للدين ، من رياض الأطفال والمدارس الابتدائية والجامعات. لکنهم الآن أصبحوا يعتقدون أن العيش بسلام هو في مصلحتهم الاقتصادية والسياسية ومصالحهم المتعلقة بالسلطة. والمحتلين غير مستعدين لصنع السلام مع الشعب الکوردي وکردستان ، ولکنهم يعتبرون السلام لکردستان مع إسرائيل والعرب جريمة. لذلک االسلام والتحالف فی شرق الاوسط بدون أمة تقاوم و تناضل دائما من أجل حقوقهم ، أمة مثل الکورد، التي تضم أکثر من 60 مليون نسمة في الشرق الأوسط ، هي ظلم إنساني وتاريخي وستستمر المشکلة. آمل أن يحظى الشعب الکوردي وکوردستان باهتمام جدي في هذا الصدد.   مع کل الاحترام و تقدیر للجمیع عارف باوەجاني