عندما يحصل الانسان على شهادة عالية ، ينبغي ان لا يستخدمها لأغراض عنصرية.  ردا٠مً على ما ورد على لسان الدکتور باسل حسين العراقي.  عارف باوجاني. کنت اشاهد وعلى شاشة التلفاز برنامج صالون الروابط  من على فضائية التغيير تحت عنوان (کوردستان والانفصال خارج حدود المکان ، استقلال دولة ام لعبة دول ، والذي جرى بثه الاثنين 10/10/2017. تم استضافة ثلاث ضيوف للبرنامج ، احدهم کان الدکتور منذر الحورات محلل سياسي من الاردن ، وفي مستهل حديثه عرف الکورد ب(الأمة کوردية) وتحدث وبشکل مسهب وجميل عن التاريخ الکوردي وعده احد اکبر شعوب المنطقة ، الضيف الثاني کان الاستاذ اياد العناز المتخصص بالشؤون العراقية الذي تحدث بشکل علمي وحيادي بشأن الموضوع. المتحدث او الضيف الثالث کان الدکتور باسل حسين واتضح من نبرة کلامه انه سئم کثيرا من سماع مصطلح الامة الکوردية ، ووجه کلامه للدکتور منذر قائلا : کيف تسمي الکورد امة ، مضيفا انا اتحدث لکم من وجهة نظر اکاديمية وتأرخية ، ينبغي ان تکون للامة الواحدة مقومات وهي لغة مشترکة وتأريخ عريق  واماکن اثرية کي تثبت ان هذا الشعب هم امة او قومية. وبحسب ادعاء المتحدث الشعب الکوردي الذي يبلغ نفوسه مايقرب من خمسين مليون نسمة لايمتلک أي من تلک المقومات ولغته ليست موحدة ويتحدثون بعدة لهجات، السورانية قريبة من الفارسية ولا يمتلکون اية مناطق اثرية قديمة و تاريخية تثبت ان الکورد قومية او امة. لا شک في انه بسبب المتغيرات في المنطقة وبالاخص في عدة دول عربية ، هناک شخصيات معروفة من تلک البلدان و مراکز علمية وتأرخية واکاديمية، يشيرون بصراحة و وضوح الى تلک الحقيقة، ان الکورد هم احدى القوميات العريقة في منطقة الشرق الاوسط ويؤکدون ان هذا الشعب عبارة عن قومية، وغالبية تلک الشخصيات والمراکز العربية الذي زرتهم وسمعت عنهم هم من الاردن والسعودية والامارات العربية المتحدة ومصر. مع جل احترامي، انا لم اسمع اسم الدکتور باسل من قبل، ولکني شاهدت حواراته وطروحاته عبر خدمة اليوتيوب و جلب انتباهي ان في جميع حواراته يعادي الشعب الکوردي، في حين يعرف نفسه شخصية اکاديمية وحقوقية. انا اعترف انني لست مؤرخا، ولکن بودي ان اوضح الحقائق الموثقة الآتية التي طالعتها للدکتور باسل الذي يحمل شهادة عالية وهي کالآتي: 1- ان لم تعترف بالوثائق الکوردية والعربية ، ينبغي ان تسأل نفسک کيف ان العربية التي تعد لغتک الام تتکون من عدة لهجات متباينة ولکن العرب يعدون قومية او امة واحدة. وهناک عشرات القوميات الاخرى في العالم لهم لغات خاصة بهم ولغاتهم تتکون من لهجات ولکنهم بقوا کقومية او امة ولا يمکن ان ننکر وجود قوم بسبب تعدد لهجات لغته، کما على الدکتور ان يعلم ان اللغة الفارسية هي بالاصل قريبة من لغات الشعوب المحتلة او التي تهيمن عليهم القومية الفارسية، والذي سرق مفردات تلک القوميات واضافها للغته، واللغة الکوردية ليست قريبة او جزء من اللغة الفارسية کما يدعي. لذلک لايعد تعريفکم للغة والقومية الکوردية، تعريفا اکاديميا وعلميا فحسب، بل يشم منه رائحة العنصرية. 2-انصحک ان تقرأ الکتب التأريخية بشأن قوم (ماد) الذي يعود تاريخه الى الاف السنين أي 800 عام قبل الميلاد وکيف سکنوا تلک المناطق التي تعد مناطق مشترکة للکورد والقوميات الاخرى . قوم ماد هم من بنوا اساس او اللبنة الاولى للامبراطورية الآرية، لايمکن للتاريخ ان يغض النظر عن مدى التأثير الکوردي في التأريخ الآري، وحتى ان سلطة بعض  الدول الحالية کانت بيد الامراء الکورد، ولکن للأسف القوميات المجاورة للکورد في ذلک الزمان، اليوم هم اصحاب دول مستقلة ، الا الشعب الکوردي الذي حرم من ذلک الحق المشروع من الدکتاتوريات المعاصرة. او ان تکلف نفسک وتطالع تأريخ حضارة ميزوبوتاميا، الذي يؤيده العشرات بل المئات من المؤرخين الاوربيين والامريکيين والاستراليين والافارقة الذين يعترفون بلامة الکوردية التي تحاول ان تنکر وجودها جنابکم. او اذهب٠’ الى دور وثائق لندن وموسکو التي تحوي على مئات الالاف من الوثائق العالمية وطالع ما يخص الامة الکوردية منها، فضلا على المئات من الوثائق والدلائل والقرائن التي لا اريد ذکرها هنا وان اتعب القارئ الکريم بمطالعتها، لکي يؤيدها جنابکم. او حاول٠’ الحصول على تأشيرة دخول وزيارة جنوبي کوردستان، کي تزور کهف (شاندر) في جبال برادوست عن قرب والواقع في منطقة بارزان والتي تم فيه العثور على بقايا جسد الانسان (نياندرتال) الذي يعود وجوده الى مابين (45-50) الف عام، او حاول زيارة مدينة جمجمال مهد شهداء الانفال وانظر بعينک الى المعدات  الزراعية القديمة التي تعد مصدر الحياة في العالم والتي تم العثور عليها لأول مرة في قرية جرموکة التي تقع في شرق المدينة، فضلا على عشرات المناطق الاثرية التي تبين عمق التأريخ الحضاري للشعب الکوردي. جميع الانظمة او السلطات المتوالية على حکم العراق لم ينکروا و جود الشعب الکوردي ک الامة الکوردية، بل اکدوا ان الکورد والعرب يشکلان غالبية الشعب العراقي. في الختام اود ان انصحکم، لو اردت ان تطرح نفسک حاملا لشهادة عليا او شخصية اکاديمية ليعترف بک الاخرون، عليک ان لا تلوث شهادتک بداء العنصرية، نحن لا نندهش من معاداتک لتطلعات الشعب الکوردي في تأسيس دولته المستقلة، بوصفک عربيا عنصريا،  لکننا نخشى على حرمة وصدق شهادتک الاکاديمية عندما تستخدمها لمعاداة الشعب الکوردي الذي تبلغ نفوسه ما يقرب من 50 مليون نسمة.