الأحد 4 أَيْلُول 1403

هل هناک مستقبل للاتفاقية بين إيران ودول الـ 5+ 1 ديفيد باتريکاراکوس


الشرق الأوسط ديفيد باتريکاراکوس

إن التوصل لاتفاق مسألة غير مضمونة، ذلک أنه ما زالت هناک عقبات کثيرة لم تذلل بعد، لکنني مع ذلک أرى أن المفاوضات الجارية حاليا توفر أفضل فرصة لتسوية القضية منذ سنوات

هل هناک مستقبل للاتفاقية بين إيران ودول الـ«5+1»? نعم لا بد من النجاح.. لأن البدائل للمنطقة أسوأ مما يمکن تخيله الأحد 16 شهر رمضان 1435 هـ - 14 يوليو 2014 مـ , الساعة: 02:00 رقم العدد [13012] اتجهت خلال نهاية الأسبوع قافلة دولية يتنازعها الأمل واليأس إلى العاصمة النمساوية فيينا. وزير الخارجية الأميرکي جون کيري ورفاقه وزراء خارجية مجموعة «5+1» (التي تضم الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي ومعهم ألمانيا) يأملون بإيجاد تسوية ما للمباحثات المتعثرة مع إيران حول برنامجها النووي، غير أن الفرص التي تلوح في الأفق تبدو ضئيلة. فمن شبه المؤکد أن مهلة 20 يوليو (تموز) المحددة لتسوية المسائل العالقة في الملف النووي الإيراني التي کان قد اتفق عليها العام الماضي ستفوت من دون تحقيق نتائج. وکانت عشرة أيام من التحاور قد خرجت من دون حصيلة تذکر. والواضح أن البت في جملة من المفاصل الأساسية بعيد جدا عن الإنجاز، وذلک لأن إيران ما زالت مصرة على حاجتها للتوسع في عمليات تخصيب اليورانيوم بغية التمکن من إنتاج کمية کافية من الوقود النووي للمفاعلات التي تزمع بناءها مستقبلا. ولقد صرح الدکتور علي أکبر صالحي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة النووية بأنه في حال لا يتوجب على المنظمة إجراء کل عملياتها داخل إيران فإنها بحاجة لأن تتمکن من إنتاج وقود نووي للمفاعلات لأنها لا تستطيع الاعتماد على التعهدات والوعود الدولية بتزويدها بذلک النوع من الوقود. هذا الکلام يؤکد مجددا الموقف الإيراني المزمن الذي عبر لي عنه قبل سنوات مندوب إيران للمنظمة الدولية للطاقة النووية علي أصغر سلطانية. سلطانية أبلغنا في مکتبه الأنيق بفيينا أن إيران قبل «الثورة الإسلامية» الخمينية عام 1979 کانت دفعت للولايات المتحدة الأميرکية ثمن وقود نووي لم تتسلمه بعد الثورة. وأوضح أنه ليس باستطاعة إيران الوثوق بالضمانات الأجنبية عن تزويدها بالوقود النووي. هذا التوجه أو الاقتناع تحکم بالموقف الإيراني عبر مراحل الأزمة النووية المزمنة، ويتناغم مع الالتزام العام بضرورة أن تتمتع بـ«الاکتفاء الذاتي» – وهذا مطلب منصوص عليه دستوريا – ومن ثم فإن دفع إيران للقبول بمساومة تفضي إلى حل وسط ظل حتى اللحظة مهمة مستحيلة. في المقابل، تبدو مجموعة «5+1» بالإصرار نفسه على التشبث بمواقفها القائمة على ضرورة تقلص إيران نشاطها في مجال التخصيب، الذي من شأنه کما تشير – وهي محقة في هذا – أن يساعد على إنتاجها أسلحة نووية. ثم هناک موضوع الشک – المبرر أيضا – في المزاعم الإيرانية بأن من حقها إنتاج الوقود النووي داخل أراضيها، وبالأخص أنه لا توجد حاليا مفاعلات تتولى التوريد. وزير الخارجية البريطانية ويليام هيغ کان صريحا في هذا الشأن عندما قال: «إن التوصل لاتفاق مسألة غير مضمونة، ذلک أنه ما زالت هناک عقبات کثيرة لم تذلل بعد، لکنني مع ذلک أرى أن المفاوضات الجارية حاليا توفر أفضل فرصة لتسوية القضية منذ سنوات». في هذا الجانب – الميال إلى التفاؤل – قد يکون هيغ على حق. صحيح أن الفوارق الکبيرة في المواقف بين الجانبين ما زالت موجودة، لکن الصحيح أيضا أن الفريقين ما زالا على طاولة التفاوض. والأميرکيون والإيرانيون باشروا التفاوض منذ أکثر من 30 سنة، ومهما حدث من المستبعد أو يوقفا العملية التفاوضية الآن. في اعتقادي أن الأمور سائرة إلى تغير ما عاد ممکنا وقفه. ولقد راهن کل من الرئيس الأميرکي باراک أوباما والرئيس الإيراني حسن روحاني بالکثير من رصيديهما السياسي في مواصلة الحوار، وکلاهما تبنى هذا الخيار في وجه معارضة داخلية شرسة وقوية. وبالتالي، فإن انهيار العملية التفاوضية الآن ستکون کارثية للرجلين، اللذين سيسعى کل منهما لإنقاذها. ثم، إن المباحثات الجارية لا تقتصر على الشأن النووي، لا سيما أن أوباما دخل البيت الأبيض بنية واضحة وعزيمة قوية بإنجاز انفتاح على إيران والتوافق معها. وکانت إحدى خطوات سياستها الخارجية کانت التوجه إلى القيادة الإيرانية مباشرة بعرض مساومة مشروطة. وبالمثل، جاء روحاني إلى الرئاسة في طهران مصمما على «إصلاح» صورة إيران في العالم. وهذا أمر أساسي وحيوي بالنسبة له، والمفصل الأهم أبعد من البت بالشأن النووي. إنه ضمان مستقبل إيران في المجتمع الدولي. المسألة النووية مجرد وجه عرضي لأزمة أعمق وأکبر بين إيران والغرب، وبالنتيجة فإن المفارقة ستکون أنها العقبة الکأداء في وجه التفاهم لکنها في الوقت نفسه البوابة الوحيدة التي يمکن عبرها النفاذ إلى التفاهم والتعايش. إذا کان لإيران سلوک مسلک المساومة فإنها ستحتاج إلى رفع أو على الأقل تخفيف العقوبات المفروضة عليها، بجانب منحها مغريات اقتصادية وسياسية متعددة کفيلة بسحبها من جديد إلى باحة النظام الدولي. وإذا ما تمکنت مجموعة «5+1» من توفير هذه المغريات لا يعود عليها سوى الحصول من طهران على تعهدات بتبديد الشکوک بنياتها وسلوکياتها المعروفة. لهذه الأسباب، من المحتوم على المدى البعيد أن الدول العربية، وبالأخص المملکة العربية السعودية، أن تلعب دورا ما في المسار الحالي. ومع أن الرياض ليست مشارکة في المفاوضات الجارية – رغم أن موقفها منها صريح وعلني – فإذا ما تحققت إعادة تأهيل إيران وجرى سحبها بالتدريج إلى البيئة الدولية فإن هذا لا يمکن أن يتحقق بمعزل عن هذه القلعة السنأية. وبخاصة أن الاستقرار الإقليمي بحاجة إلى ذلک. المرحلة المقبلة في المفاوضات، ستکون بلا شک، الإعلان عن تمديد مهلة العملية التفاوضية لستة أشهر إلى الأرجح. وفي هذه الأثناء، الوضع عموما هش لکن النية موجودة عند الجميع بالسير قدما. وبينما يستمر الحوار ستظل هناک فرص ولو ضئيلة بالتوصل إلى نتيجة ما. إن إيران لاعب لإقليمي أساسي لا يمکن تجاهله إلى ما لا نهاية، ولقد حان وقت إيجاد حل مهما اکتنفه من مصاعب، ذلک أن البدائل لمنطقة تسود فيها الفوضى أسوأ من مجرد تخيلها.   صحافي وکاتب بريطاني وزميل في معهد الدراسات الإيرانية بجامعة سانت آندروز بأسکوتلندا http://www.aawsat.com/home/article/137811   «الشرق الأوسط»
photo

معلومات الاتصال


البريد الإلکتروني

[email protected]

 

البريد الإلکتروني  
[email protected]

هاتف
004796693313

روابط مهمة


1- Serbesti newspaper

2- Our political program

3- Logotype

4- Contact us

صفحات


  1.  Contact
  2.  Logotype
  3. Serbesti newspaper
  4.  Our party offices
  5. Political program
  6. Our aims
  7.  Bawacani

حزب سربستی کوردستان ©