ضرورات الإتفاق الکردي
مروان سليمان
عندما خرج الشعب السوري بجميع فئاته و طوائفه و قومياته مطالبا٠مً بالحرية لم يتخلف الشعب الکردي و لو للحظة واحدة عن الخروج مع الجموع إن لم نقل بإنه کان سباقا٠مً لما يسمى اليوم بالربيع العربي و کان الکرد على مر عشرات السنوات لم يتوقفوا يوما٠مً عن المطالبة بحقوقهم القومية و بناء دولة ديمقراطية يتمتع فيها المواطنون بالحرية و العدالة و المساواة بالطرق السلمية بعيدا٠مً عن العنف و يحفظ حقوقهم القومية، سلاحهم حناجرهم و يحملون مطاليبهم بلافتات مکتوبة تعبر عما يريدونه و لکن التحولات السياسية و العمليات العسکرية غيرت مجرى الأحداث من حالة اللاعنف إلى حالة العنف و القتل على الهوية و بروز حالات التفرقة و الإحتقان الطائفي نتيجة تعنت النظام و تمسکه بالحکم، و استطاع البعض أن ينصبوا أنفسهم کمنقذ للثورة من خلال عمل المؤتمرات هنا و هناک و الحضور المستمر لإثبات الشخصية و الذات من أجل إختطاف الأضواء و رکوب الموجة و الإعتلاء على دماء الشهداء عسى أن يکون له مکان ما في سوريا المستقبل.
عندما خرج الشعب السوري بجميع فئاته و طوائفه و قومياته مطالبا٠مً بالحرية لم يتخلف الشعب الکردي و لو للحظة واحدة عن الخروج مع الجموع إن لم نقل بإنه کان سباقا٠مً لما يسمى اليوم بالربيع العربي و کان الکرد على مر عشرات السنوات لم يتوقفوا يوما٠مً عن المطالبة بحقوقهم القومية و بناء دولة ديمقراطية يتمتع فيها المواطنون بالحرية و العدالة و المساواة بالطرق السلمية بعيدا٠مً عن العنف و يحفظ حقوقهم القومية، سلاحهم حناجرهم و يحملون مطاليبهم بلافتات مکتوبة تعبر عما يريدونه و لکن التحولات السياسية و العمليات العسکرية غيرت مجرى الأحداث من حالة اللاعنف إلى حالة العنف و القتل على الهوية و بروز حالات التفرقة و الإحتقان الطائفي نتيجة تعنت النظام و تمسکه بالحکم، و استطاع البعض أن ينصبوا أنفسهم کمنقذ للثورة من خلال عمل المؤتمرات هنا و هناک و الحضور المستمر لإثبات الشخصية و الذات من أجل إختطاف الأضواء و رکوب الموجة و الإعتلاء على دماء الشهداء عسى أن يکون له مکان ما في سوريا المستقبل.ليس الکرد بأحسن حال من الآخرين فقبل الثورة کانوا في تنظيمات و أحزاب و يعملون بشکل منظم بعيدا٠مً عن الإنجرار و التعصب و الطائفية و لکن المؤتمرات التي عقدت في استانبول و انطالية و غيرها جعل الکرد يشعرون بأنهم مهمشين من الأطراف الأخرى التي تريد سرقة الثورة الشعبية مما جعلهم يلتئمون على مائدة واحدة متمثلة بالمجلس الوطني الکردي الذي کان بمثابة زواج سياسي فقط والذي ضم في طياته معظم الأحزاب الکردية و التنسيقيات و المستقلين و الوطنيين کما يسمون عسى أن يشکلوا قوة لا يستهان بها لإثبات وجودهم أمام الآخرين و لکن بفعل التجاذبات داخل هذا المجلس الوليد و الخلافات التي کانت تعصف به منذ اليوم الأول و عدم التنسيق فيما بين أعضائه حتى على مستوى الوفود الخارجية الذين کانوا بمثابة وفود سياحية بنکهة ثورية و الکل يريد أن يسجل موقفا٠مً ويحصل على شئ ما دون غيره نتيجة الأنانية الفردية و الحزبية على مستوى الأحزاب و التنسيقيات و حتى الشخصيات المستقلة و الکل يدعي بأن حزبه أو شخصه المستقل أو تنسيقيته عمل کذا و کذا و لذلک لم يستطع هذا المجلس أن يسجل له حضورا٠مً سواء بين الجماهير الکردية أو قوى المعارضة فبقي بالموت السريري في غرفة الإنعاش و لکن الأطباء فشلوا في إعادة الروح إليه لأن المجلس الوطني الکردي يتحرک ببطء شديد في حين أن الأمور تتحرک على الأرض بخطوات متسارعة و خاصة بعد ظهور حالات غريبة مثل العنف و الطائفية و المذهبية عدا عن التعصب القومي.و من أجل استمرارية العمل الجماعي علينا أن لا نتجاهل الحاجة الماسة إلى تغيير حقيقي داخل المجلس الوطني الکردي و معالجة القضايا و المسائل وفق الأهمية و الأولوية الضرورية ، هذا إذا تم الإقرار بأن التغيير و بناء مؤسسات فعالة و الإمساک بزمام المبادرة و التنسيق مع الشرکاء الآخرين و تقبل النقد و تصحيح الأخطاء و ضرورة السير بالسرعة القصوى مع الأحداث و إلا فإن المجلس سوف يضع نفسه أمام تغيير خارج عن إرادته و بإملاءات الأطراف الأخرى و هذا يؤدي إلى فقدان التوازن في ميزان القوى سواء على المستوى الکردي الکردي أو الکردي مع الآخرين و تعريض التطلعات الکردية المشروعة للضياع خاصة إذا أصر کل طرف من الأطراف على الحصول لما يريده و يطمح إليه على حساب الطرف الآخر.إن منطق الحوار يعکس رغبة الأطراف في التوصل إلى إبرام اتفاقات بين المجلس الوطني الکردي و مجلس غربي کردستان و خاصة إذا تمت برعاية کردستانية و الأهم برعاية الرئيس مسعود البارزاني فيمکن أن يکتب لها الإستمرار لأنها سوف تتم بأساس کردي متين ، و بما أن الشعب الکردي مل من الإتهامات و الإجتماعات و أصبح يکفر بالطبقة السياسية الکردية و أحزابها و بات هم الجماهير الوحيد هو الوصول إلى إتفاقات و تعاون تام بين جميع القوى الکردية لمعالجة الأوضاع المزرية في المناطق الکردية و توحيد الجهود في سبيل الدفاع عن الشعب الکردي و التحضير للمرحلة المقبلة لأنها سوف تکون صعبة جدا٠مً و على الکرد إثبات وجودهم على الساحة السورية کقوى فاعلة و نشيطة و مدافعة عن الشعب و المناطق الکردية بدل التقوقع في الزوايا و الإنتظار أو المراهنة على المتغيرات الخارجية و التي لن تکون بالتأکيد لمصلحة الشعب الکردي.فالقرارات السياسية و البيانات الورقية أصبحت اليوم لا تساوي ثمن الحبر المکتوب بها إذا لم تدعم بفوهة بندقية، و الخوف على المستقبل الکردي يکمن في عدم الإنجرار إلى ما قد يرتبه الآخرون و اقحامهم في صراعات جانبية لا ناقة لهم فيها و لا جمل لتأزيم الوضع أکثر فأکثر في سبيل تحقيق مکاسب شخصية أو حزبوية ضيقة على حساب المصلحة العامة للشعب الکردي، و الحفاظ على مناطقهم في الداخل لکي لا تصبح مکانا٠مً لتصفية الحسابات مع الآخرين مع الإحتفاظ بحقهم لحماية أنفسهم من أية هجمات من قبل جماعات مسلحة هدفها السلب و النهب و القتل و تنفيذ أجندات قوى أقليمية.فإذا لم يتفق الکرد و يقاتلوا من أجل ما يريدونه اليوم فلا داعي لأن يبکوا على ما فقدوه في الأمس.