الأحد 4 أَيْلُول 1403

التوافقية أساس توحيد المعارضة السورية


مروان سليمان

التوافقية أساس توحيد المعارضة السورية

إن التفرقة بين أفراد المجتمع سواء أکان مدنيا٠مً أم عسکريا٠مً هو أول ما يدفع للفوضى و ذلک بسبب وجود طرف قوي يملک کل شئ و يستقوي بقانون و دستور لا يسري مفعوله إلا على الضعفاء دون أن يشعر و لو للحظة واحدة بوجع و شکوى الطرف الآخر ذاک الضعيف المستضعف .

التوافقية أساس توحيد المعارضة السوريةإن التفرقة بين أفراد المجتمع سواء أکان مدنيا٠مً أم عسکريا٠مً هو أول ما يدفع للفوضى و ذلک بسبب وجود طرف قوي يملک کل شئ و يستقوي بقانون و دستور لا يسري مفعوله إلا على الضعفاء دون أن يشعر و لو للحظة واحدة بوجع و شکوى الطرف الآخر ذاک الضعيف المستضعف .إن الدعوة التي يدفع بها النظام من أجل إستباحة دماء السوريين و توريط البعض في عملياته العسکرية بالقتل و الإغتصاب و التهجير و سحق الآخر هو تعدي حقيقي على حقوق الإنسان و حقه في العيش کبشر، و هذا ما يؤجج الإنقسام العميق في المجتمع و فسح المجال لحالة صراع طويل الأمد بين العنف و العنف المضاد، و نتيجته إزهاق الأرواح البريئة و في کلتا الحالتين الخاسر الوحيد هي سوريا الوطن و المواطن.فإذا کان المجرم هو من يحکم البلاد و يملي دستوره و قانونه على الناس و يستبيح دمائهم و نسائهم و أموالهم فمن واجب جميع المواطنين الدفاع عن أنفسهم بکافة الوسائل المتاحة للمحافظة على أرواحهم وممتلکاتهم و سلامة أسرهم و عوائلهم.إن الثورة التي إنطلقت شرارتها في آذار 2011 کان لها أسبابها التي تبدأ من الحالة الإقتصادية المزرية للأفراد و العوائل و المجتمع ، مرورا٠مً بالظلم و الفساد و التمييز الذي يعاني منه المجتمع السوري منذ عشرات السنين و الذي مارستها أنظمة الحکم الديکتاتوري المطلق الصلاحيات، و إنتهاء٠مً بطلب الحرية و المساواة و العدالة ، إنها حقا٠مً ثورة ستدخل التاريخ من أوسع أبوابه قياسا٠مً بمدى شجاعة الشعب السوري و تحمله القسوة و الظلم و عمليات التطهير العرقي من قبل الطبقة الحاکمة و رجالاتها عديمي القيم الإنسانية و الأخلاقية حتى أصبحت هذه الثورة منتشرة على کامل التراب السوري.إن أکذوبة الإصلاحات و المراسيم الورقية التي تصدر بين الحين و الآخر ما هو إلا ذر الرماد في العيون، لأن عقيدة هذا النظام تقوم على مبدأ القائد الواحد و تقييد الحريات و تکميم الأفواه ، عقيدة تعتبر کل القوانين و الدساتير يجب أن تکون في خدمة القائد الأوحد و الطبقة الحاکمة، فلا أحزاب إلا التي تخدم هذا النظام ، فما الذي يستفيده المواطن من دستور عصري يضمن نظريا٠مً حرية المواطن و کرامته و لکنه عمليا٠مً تحت أقدام الشبيحة و الأجهزة الأمنية و جنرالات الأسد العسکرية.يجب على السوريين جميعا٠مً أن يتخذوا موقفا٠مً صريحا٠مً وواضحا٠مً من الثورة الجارية ، لأنه لا مجال للوقوف على الحياد، لأن السوريين جميعا٠مً يتلقون الضربات الموجعة منذ عشرات السنين من قبل الطغمة الحاکمة . إن موقف الصمت المتخذ من قبل البعض سواء في الداخل السوري أو خارجه و خاصة ما يتعلق بالقضايا الإنسانية لهو وصمة عار في جبينهم إلى أبد الآبدين و لن يسامحهم الشعب أبدا٠مً.إن النظام المنتهية صلاحيته هو من أسس العصابات المسلحة و الشبيحة و هو من دفع بالجيش لقتل الشعب و هذا أدى بالنتيجة إلى الإنشقاقات بين صفوفه الذي لم يکن في يوم من الأيام جيشا٠مً وطنيا٠مً أو يحمل صفة الوطنية کقيادة و مرکز القرار و إنما هو جيش عائلة الأسد الذي تأسس على مبدأ طائفي بحت ،و من جميع هذه الأخطاء و الحماقات و الإنتهاکات التي إرتکبها النظام أصبحت سوريا مرتعا٠مً للتدخلات الأقليمية و الدولية.الشعب السوري الذي قال کلمته يوم خرج للثورة أثبت بأنه لا رجوع حتى يسقط النظام أو الشهادة و إن إستشهد فهو يستشهد على سقوط النظام لأن دماء الشهداء سوف تعود بالأمان و الإستقرار إلى سوريا.إن طول مدة الثورة السورية و صعوبة عملية الإنتقال إلى الديمقراطية مرده إلى عاملين أساسيين هما: الأول هو العامل الخارجي الذي يتصف بعدم وجود رغبة جدية لإسقاط النظام حفاظا٠مً على مصالح إقليمية .و الثاني العامل الداخلي الذي يکمن في ضعف المجتمع المدني في سوريا الذي إغتاله النظام الحاکم طوال أکثر من أربعين سنة الماضية و بالتالي يؤثر هذا على سير عمل المعارضة في تنفيذ المطلوب منها في سبيل اسقاط النظام.کما أن المعارضة السورية بحاجة اليوم أکثر من أي وقت مضى إلى أن تواکب حرکة الشارع الثائر و إعادة الأمل إلى النفوس التي تحن إلى موقف موحد من المعارضة وخاصة الخارجية منها تجاه ما يجري في الداخل السوري، لأن جميع المؤتمرات المنعقدة حتى الآن لا تمثل جميع الحراک الثوري و لا تمثل جميع القوى السياسية بجميع أطيافها، و کل يوم يمر يدفع الشعب السوري مزيدا٠مً من الدماء التي تتحمل المعارضة جزءا٠مً ليس بالقليل منها.أصبح تشکيل المجلس الذي يعبر عن آمال السوريين ضرورة ، و يجب أن يکون تشکيل المجلس بنوع من التوافق بين جميع أطياف المعارضة، لا أن يکون مفروضا٠مً من جهة خارجية أو من أصحاب النفوذ فيه، و هذا ما يفسر على أنه سرقة للثورة و إجحاف بحق الثوار ، إذا٠مً لا بد من صيغة جديدة لتوحيد جهود المعارضة على أساس التوافق الذي يليق بدماء الشهداء و يلبي طلبات الثوار على الأرض، لا رغبة و مصالح الأشخاص في الفنادق الفاخرة و الإملاءات الأقليمية السافرة.فالمعارضة يجب أن تحمل رسالة واحدة فقط و هي رسالة الحرية و الکرامة، رسالة تتضمن طموحات الشعب السوري بکل مکوناته، فالإعتراف بالمجلس الوطني السوري يبقى بلا شرعية إذا لم يستمد شرعيته من الشعب السوري نفسه.على المعارضة أن تتنازل قليلا٠مً عن المبادئ الضيقة و المصالح الشخصية الآنية من أجل تحقيق أهداف الثورة ووقف سفک الدماء ، ليس بإنتظار الدعم من الدول الأخرى الذي يعتبر ضروريا٠مً أيضا٠مً و لکن بتوحيد جهود جميع القوى الوطنية السورية الذي يعتبر من أعظم الضرورات.على المعارضة السورية إسقاط الفکر الإقصائي قبل إسقاط النظام لإنتاج سلطة جديدة بطريقة حضارية دون الهواجس التي لا تجلب إلا التفتيت و التشتت و تقوي مرکز النظام و تضعف المعارضة بالدرجة الأولى.لکي تکون المعارضة قادرة على تغيير النظام و الإنتقال من دولة مفصلة على قياس عائلة واحدة إلى دولة تتسع للجميع کمواطنين و الحفاظ على حقوق الآخرين و تقديم مشروع واضح تجاه حقوق الشعب الکردي في سوريا و الإعتراف بوجوده القومي على أرضه التاريخية،و يصون حقوقه في دستور عصري لم يعد للحاکم المتأله و حزبه الواحد مکان فيه .على المعارضة أن تدرک هذه الحقيقة قبل فوات الأوان لکي يساهم الجميع بدون إستثناء من أجل ولادة نظام جديد يقوم على الآليات الديمقراطية و يحافظ على حقوق الإنسان.إن تضحيات الشعب السوري و على عظمتها لم تجد من يطبقها عمليا٠مً و يترجمها إلى واقع و أن المعارضة حتى الآن أثبتت عجزها عن توظيف هذه التضحيات الجسام أو على الأقل في توحيد صفوفها .إن النظام لا يستطيع القضاء على المعارضة الناشئة من رحم الألم و المعاناة و الظلم و لکن المعارضة إذا بقيت بهذا الشکل المتشرذم لن تستطيع أيضا٠مً الإطاحة بالنظام المدعم من دول لا تهمها سوى الحفاظ على مکاسبها الطائفية و مصالحها الذاتية ، و في کلتا الحالتين لن يسقط النظام بدون دعم خارجي لأن تغييير النظام يحتاج إلى مشارکة دولية فعالة، هذا ما أثبته على الأقل درس العراق و ليبيا و صربيا.
photo

معلومات الاتصال


البريد الإلکتروني

[email protected]

 

البريد الإلکتروني  
[email protected]

هاتف
004796693313

روابط مهمة


1- Serbesti newspaper

2- Our political program

3- Logotype

4- Contact us

صفحات


  1.  Contact
  2.  Logotype
  3. Serbesti newspaper
  4.  Our party offices
  5. Political program
  6. Our aims
  7.  Bawacani

حزب سربستی کوردستان ©