بعد العرب و المسلمين، من بقي للسوريين?
مروان سليمان
ما الذي يتوقعه الشعب السوري من أمين عام جامعة الأنظمة العربية و هو من نتاج أنظمة قمعية جائرة و هو من تربى تربية الطغاة و أکل من مأکولاتهم و شرب من وعائهم ?
ماذا يتوقع الشعب السوري من رئيس لجنة المراقبين العرب و هو الآخر مشارک في جرائم حرب الإبادة و مطلوب للعدالة الدولية?
بعد العرب و المسلمين، من بقي للسوريين?ما الذي يتوقعه الشعب السوري من أمين عام جامعة الأنظمة العربية و هو من نتاج أنظمة قمعية جائرة و هو من تربى تربية الطغاة و أکل من مأکولاتهم و شرب من وعائهم ?ماذا يتوقع الشعب السوري من رئيس لجنة المراقبين العرب و هو الآخر مشارک في جرائم حرب الإبادة و مطلوب للعدالة الدولية?ماذا ينتظر الشعب السوري من رئيس منظمة التعاون الإسلامي و هو من تربى في کنف أتاتورک العنصري عدو الشعوب?هل الشعب السوري ما زال ينتظر الحل من هؤلاء أحفاد الطغاة المتخاذلين و المتآمرين ?هل يتوقع الشعب السوري أن ينصره هؤلاء شهداء الزور الذين يرون الواقع و يکتبون من الخيال، و يسيرون بين الدبابات و ينظرون في الإتجاه الآخر لکي يکتبوا عن سحبها إلى خارج المدن زورا٠مً و بهتانا٠مً?لقد أصبح الدم السوري عند المسلمين و العرب مهدورا٠مً إلى هذه الدرجة من التجرد من الصفات الإنسانية و حقوقه و حتى من تعاليم ديانتهم السمحاء من خلال أعطاء عصابات الأسد المهلة تلو المهلة لکي يقتلوا الشعب السوري بأعداد أکثر .إعترفوا أيها العرب و المسلمون بأنکم عاجزون عن حماية شعب مسلم إستنجد بکم على مدى عشرة أشهر و لا يزال يستنجد، لا بل ما زلتم عاجزين حتى على إدانته بالشکل الواضح و الصريح، و منعتم من نقل الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي لکي يقوم بواجبه، لقد إستجار الشعب السوري من الرمضاء بالنار.إن العرب و المسلمون تخلوا بکل بساطة عن الشعب السوري و الأنکى من ذلک أنهم يعطون النظام و أعوانه غطاء٠مً لتصفية الشعب السوري.يبدو جليا٠مً أن العرب و الذين يدعون الإسلام باطلا٠مً لا يحلون و لا يربطون عندما تتعلق المسائل خارج بطونهم و کروشهم، يجب على العرب أن يقفوا جميعا٠مً إجلالا٠مً و إحتراما٠مً للغرب الذي يحمي حقوق الإنسان من الهمجية و العنجهية الموجودة لدى الأنظمة الديکتاتورية العربية و ربيباتها ( الجامعة العربية- منظمة التعاون الإسلامي)، مرت عشرة أشهر على ذبح الشعب السوري، و العرب و المسلمون لا يستطيعون فعل أي شئ للسوريين و لم يتحرک ضميرهم الإنساني على الأقل سوى إعطاء المهل للعصابات الأسدية في القتل أکثر و التفنن في ذلک القتل و إرتکاب المجازر الفظيعة بحق المدنيين العزل على مرأى و مسمع العالم .لجنة المراقبين العرب أخرجت الجثث من تحت الإنقاض و کأن مهمتهم أصبحت الإسعافات الأولية و العمل في مجال الدفاع المدني و مساعدة الأهالي في إخراج الجثث من تحت الأنقاض و لکن المفارقة إن هذه الأنقاض ليست بفعل عوامل الطبيعة و إنما بفعل عصابة مجرمة تتحکم بمصائر الشعب السوري منذ أکثر من أربعين عاما٠مً، لقد رأوا القناصة فوق أسطح المباني العالية و هم يطلقون النار على المتظاهرين و أدخلوا بأنفسهم الطعام إلى المدن المحاصرة مما يدل بکل بساطة على صحة جميع الصور التي نشاهدها على الشاشات ، إذا کانت هذه مهمة اللجنة فلا داعي لها لأنه منذ عشرة أشهر يشاهد العالم أجمع عمليات القتل و الإعتقالات و هدر الکرامات و سرقة المحلات من قبل الشبيحة و الجيش الأسدي بالصوت و الصورة و هي موثقة و موجودة حتى في صفحات الإنترنيت .کفى صمتا٠مً و کفى مساومة على دماء السوريين، لأن الشعب السوري ينتظر منکم المساعدة العملية في سبيل الخلاص من الطغمة الفاشية عدوة الإنسان و الإنسانية و الشعوب، کفى مماطلة أيها العرب.الأسد دموي بطبعه الوراثي کما ورثوا الحکم لأنفسهم، و أن الظلم و الإنفلات القيمي و الأخلاقي قائم منذ إغتصاب الطغمة المجرمة للسلطة و کان من أکثر علامات الإختلال القيمي و الأخلاقي و الإنساني مجازر حماة و حلب في عهد المقبور حافظ الأسد و أخوه المجرم رفعت الأسد و التحرش بأعراض الناس من قبل ما کانت تسمى آنذاک عصابات سرايا الدفاع التابعة للمجرم رفعت الأسد، و اليوم يعيد التاريخ نفسه من خلال المجازر التي ترتکب في حمص و حماة و الرستن و إدلب و لکن هذه المرة على يد الوريث المجرم بشار.إن التاريخ لن يرحمکم أيها العرب في تخليکم عن الشعب السوري و ترکه يواجه مصيره بنفسه في ظل حکم لا يعرف للإنسانية من معنى و يرتکب الجرائم اليومية بحق شعب أعزل، و حول سورية إلى معسکرات إعتقال للشعب السوري بأکمله، و سوف يذکرکم التاريخ بمساعدتکم للمجرمين في قتل شعب أعزل، و يذکر التاريخ أن صمتکم بقعة سوداء في تاريخ العرب و المسلمين .ترى هل يخجل العرب و المسلمون على أنفسهم ويتحرک ضميرهم بعد کل الوثائق و الحقائق الماثلة أمام العيان، أم أن ضميرهم لازال في إجازة لغض الطرف عن جرائم آل الأسد.مروان سليمان09.01.2012